Logo

 


إحساس غريب يجتاحني حين ابتعد عن ألواني وأحجامي ... تأسرني نوبات الضجر والغربة والفراغ ...

أخال نفسي متلاشيًا، محتارًا، متكاسلاً، مندحرًا، مهمشًا ومسلوبًا من قدراتي الإبداعية.

أتكاسل؟ وليس بقدرتي التكاسل.

أرتاح فلا أرتاح. أبتعد فأنسلخ وأتبدد.

أحتار فتضج التخيلات في رأسي المخدّر.

أهرب من ثقل الوقت فأقع في شرك القلق ممزوجًا بالرغبات الحائرة القابضة على الأنفاس.

الوقت الهارب في مسارب الحياة ينعرني ويحرضني فراره لاستهلاكه وجني غلاله.

الزمن المنسحب خلسةً، يخشى القبض عليه، فيسرق أعمارنا عندما ننشغل بجنيه. يحصدنا هو ونتلقف نحن القليل من ومضاته.

انه الزمن المتهاوي في غياهب الوجود. ينهمر كالشلالات الهادرة ويختفي في اوقيانس لا نهاياته.

الوقت ابدي الحضور ونحن شرره في المكان، نسلب هنيهات من ابديته كي نكثر من حضورنا ومن أثرنا فيه لتأكيد وجودنا.

لا قيمة للوقت من دوني أنا، أقطف أزمنته الخلقية من طياته، واقف على بابه مستطلعًا فيستفزني لأستفيق من غيبوبتي حاصدًا منه زبدة البرهات واللحظات الممهورة بألواني واحجامي وتخيلاتي وأحلامي.

لا يثنيني عن سعيي الفني شغل سوى ضمور القوة الإبداعية وتلاشيها. لكن الحماسة تتجدد فجأةً، كلهيب يشعِل الرغبةَ الملحة لصياغات فنية فتية بارقة، تكسر مسار الحالات السابقة وتشي بمنطلقات الإشكاليات المتحررة الواعدة.

تنطلق شرارة القدرة الخلقية من حماس وتفجر في الأعماق. الأعماق المحملة بالرغبة والقلق والمعاناة. الأعماق الخصبة المخصّبة بأريج النفس وألوانها المليئة بالخفايا المموهة والمتظهّرة فجأة من ضبابيتها بشكل ساحر ومسحور.

 

Share:
Works
Works
Discover All Collections
Works